مفهوم الهيكل التنظيمي

العديد من علماء التنظيم تناولوا مفهوم الهيكل التنظيمي ، والباحثين المعاصرين كذلك  ونعرض فِيمَا يلي أهَمُ هَذِهِ المفاهيم الَّتِي تعكس تصور النظرة إِلَى الهيكل التنظيمي الَّذِي شغل وَلَا يزال مساحة هامة فِي الإدارات و المؤسسات و المنظمات ، ذَلِكَ لأنه يعد وسيلة حيوية لمساعدة المنظمات فِي تحقيق أهدافها بكفاءة وفاعلية، لِكَوْنِهِ متغيرا رَئِيسًا يؤثر فِي العديد من المتغيرات لأي منظمة، كَمَا يساعدها عَلَى التأقلم مَعَ مَا تحمله البيئة الخارجية من تحولات وتحديات لاسيما فِي عصر التكنولوجيا والاقتصاد المعرفي.

مفهوم الهيكل التنظيمي

مفهوم الهيكل التنظيمي: 

نستعرض فِيمَا يلي أهَمُ هَذِهِ المفاهيم وَالَّتِي تعكس تطور النظرة إِلَى الهيكل التنظيمي:¹

عرفه ماکس ويبر Max Weber” بأنه مجموعة من القواعد، واللوائح البيروقراطية وَالَّتِي
تعطي الحق لمجموعة من الأفراد التصرف وَيَشْمَلُ الجماعات والوحدات والأنظمة الفرعية مثل الأقسام والإدارات، والهيكل التنظيمي هُوَ محاولة لترتيب هَذِهِ القواعد والعلاقات لكي يُوَجِّهُ العمل
باتجاه تحقيق الأهداف. 

فِي حين يرى لورانس “Lawrence “أن هيكل التنظيم هُوَ القواعد والعلاقات الرسمية للأفراد
والجماعات دَاخِل التنظيم، وَيَشْمَلُ الجماعات والوحدات والأنظمة الفرعية . 

إِذَا هَذِهِ التعاريف
تقف
عَلَى ترتيب القواعد فِي المنظمة، والعلاقات لكي يُوَجِّهُ العمل تجاه
تحقيق الأهداف
واستمرار النظام.

وَقَد عرفه میزنبرغ “Henry Mintzberg ” أَنَّهُ مجموعة الطرق أَوْ الوسائل الَّتِي يتم بموجبها
تقسيم العمل إِلَى نشاطات واضحة ومحددة، وَمِنْ ثُمَّ ضمان التنسيق الضروري بَيْنَ هَذِهِ النشاطات .² 

وكَذَلِكَ عرفه” عبد العزيز صالح بن حبتور” فهو فَضْلًا عَنْ تحديد وانسيابية المَعْلُومَات بَيْنَ
مختلف المستويات الإدارية فِي المنظمة يعتبر البناء الَّذِي يحدد التركيب الداخلي للمنظمة، حَيْتُ
يوضح التقسيمات ، والوحدات الفرعية الَّتِي تؤدي مختلف الأعمال والأَنْشِطَة .³

فالهيكل التنظيمي هُوَ بعد من أبعاد المناخ التنظيمي، ويقصد بالهيكل التنظيمي هُنَا الأنظمة
الفرعية من أدوات وأقسام ودرجة تمركز السلطة ودرجة الرسمية فِي اتخاذ القرارات، كذلك يقصد
بالهيكل التنظيمي حجم المنظمة ودرجة تعقيد التنظيم الَّتِي تتضح مِنْ خِلَالِ عدد المستويات الإدارية والأنظمة الفرعية وتداخل العلاقات بينها. ⁴

فِي حين يرى ( Slocum &Hellriegel
) انه يعكس التركيب الداخلي للمنظمة وَالَّذِي يوضح الكيفية الَّتِي تترابط بِهَا الوظائف، والمهام المختلفة فِي المنظمة. ⁵

 فكما تلاحظ إِذَا أن بعض التعاريف
تركز
عَلَى الشكل الَّذِي تحدد فِيهِ المنظمة و كيفية تقسيم المهام
والتنسيق بَيْنَ الأقسام المختلفة .

 نستعرض فِيمَا يلي أهَمُ هَذِهِ التعريفات الَّتِي تعكس تطور النظرة إِلَى الهيكل التنظيمي : ⁶

 فقد عرفه (Richard ) صورة بأنه الطريقة الَّتِي تُنَظِّمُ بِهَا المنظمة مواردها البشرية فِي علاقات مستقرة نسبية وَالَّتِي تعد إِلَى حد کَبِير أنماط التفاعل، والتنسيق والسلوك الموجه نَحْوَ إنجاز أهداف المنظمة كَمَا أَنَّهُ الطريقة الَّتِي يتم مِنْ خِلَالِهَا تنظيم المهام، وتحديد الأدوار الرئيسية للعاملين، وتبين نظام تبادل المَعْلُومَات وتحديد آليات التنسيق، وأنماط التفاعل اللازمة بَيْنَ الأقسام المختلفة والعاملين فِيهَا . ⁷ 

إِذَا فالهيكل التنظيمي هُوَ مجموعة الوظائف، والعلاقات المحددة للمهام لِكُلِّ وحدة تنظيمية ونموذج
تعاون بَيْنَ الوحدات كَمَا يقصد بالهيكل التنظيمي البناء أَوْ الإطار الَّذِي يحدد الإدارات أَوْ الأجزاء الداخلية فِيهَا، فهو يبين التقسيمات التنظيمية والوحدات الَّتِي تقوم بالأعمال، والأَنْشِطَة الَّتِي يتطلبها لِتَحْقِيقِ أهداف المنظمة، انه يحدد خطوط السلطة ومواقع اتخاذ القرارات الإدارية فِي المنظمات. 

وبناء عَلَى التعاريف المختلفة السابقة لمفهوم الهيكل التنظيمي يمكن القول بِأَنَّ الهيكل التنظيمي
أداة لضبط، وتوجيه سلوكيات الأفراد دَاخِل المنظمة عَنْ طَرِيقِ آلية تَتَمَثَلُ فِي وضع القواعد
والإجراءات الَّتِي تحدد طبيعة العلاقات بَيْنَ الأفراد عبر خطوط الاتصال، وَالَّذِي يتفاعل مَعَهُ العاملين
مِنْ خِلَالِ النشاطات المسطرة وفق درجات متفاوتة الأبعاده بغية تحقيق أهداف المنظمة وقصد تجسيد
رؤيتها بصفة منظمة. 

وعليه فالهيكل التنظيمي يتألف
من ادوات والمتمثلة فِي وحدات تنظيمية مختلفة وافراد مَعَ وجود
مهام محددة، واليات لِتَحْقِيقِ هدف مشترك عَنْ طَرِيقِ نطاق الإشراف وخطوط اتصال ومواقع اتخاذ
القرار .

مراجع : 

¹  الزيادات، محمد عواد “اتجاهات معاصرة فِي إدارة المعرفة”، دار صفاء للنشر والتوزيع ، عمان، الأردن، 2008، ص 215.

² حنا نصر الله، عید عرقج، علي حسين، عبادي فِي العلوم الادارية (الأصول والمفاهيم المعاصرة)، دار زهران للنشر، عمان، الأردن 1999 ، ص 135.

³ بوزبان راضية، مذکور رشيدة، الهيكل التنظيمي بِالمُؤَسَّسَةِ الاقتصادية الجزائرية المؤسسة المينائية بسكيكدة انموذجا الأهمية والأبعاد – مجلة التراث،-2015 العدد 2 ص 125.

⁴ بوهلال فاطيمة وبوقلي زهرة، علاقة الإستراتيجية والهيكل التنظيمي بتحسين فعالية المنظمة – دراسة مجموعة من المؤسسات الاقتصادية – المجلة الجزائرية للاقتصاد والإدارة، العدد 7 2016، ص12

⁵ محمود كاظم عبد كسار، تحلیل تأثیر عوامل البيئة الداخلية فِي معالجة السلوكيات السلبية للعاملين فِي مكاتب المفتشين العامين، مجلة العلوم الاقتصادية والإدارية، المجلد 21 العدد 83 2015، ص 93

⁶ منصور عبد القادر محمد منصور، عَنْ اثر عوامل البيئة الداخلية عَلَى الولاء التنظيمي من وجهة نظر المُوَظَّفِينَ الإداريين (حالة جامعة اَلأَقْصَى بغزة)، مجلة رؤى اقتصادية، العدد 6، 2014 ، ص 79.

⁷ بوزيان راضية، الهيكل التنظيمي بِالمُؤَسَّسَةِ الاقتصادية الجزائرية: المؤسسة المينائية بسكيكدة انموذجا – الأهمية والأبعاد – مجلة التراث ، الجزائر العدد 08 ، 2018، ص 124،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *