تحضير درس الحقوق و الحريات المدنية في القرآن الكريم في العلوم الإسلامية للسنة الثانية ثانوي

 مذكرة تحضير درس الحقوق و الحريات المدنية فِي القرآن الكريم فِي العلوم الإسلامية للسنة الثَّـانِيَة ثانوي 2020/2021

1. قَالَ  :   قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَ لَاَّ نَعْبُدَ إِ لَاَّ اللَّهَ وَ لَاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَ لَاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ    آل عمران: 64

2. قَالَ  :   وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي ءَادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً    الإسراء : 70

3. قَالَ  :   إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَإلَّاِْحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ    النحل: 90

4. قَالَ  :   وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّ لَاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ    الشورى: 38

5. قَالَ  :   لَاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَاَ انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ    البقرة: 256

6. قَالَ  :   وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ    الكهف: 2

قَالَ  :   يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي إلَّاَْمْرِ مِنْكُمْ    النساء: 59

7. قَالَ  :   وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَاَمَنَ مَنْ فِي إلَّاَْرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ    يونس: 99

شرح المفردات

الكلمة معناها

وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ آمنوا بالله وأطاعوه

الرُّشْدُ الصواب والتمييز

الْغَيِّ الكفر والضلال

تُكْرِهُ النَّاسَ بالقوة والتهديد

الإيضاح والتحليل :  

 مصدر الحقوق الإنسانية فِي الإسلام : 

يحسب كثير من النّاس أن حقوق الإنسان فِي الإسلام إنما تمََّ رسمها وبيانها فِي المصادر الفقهية وبفضل اجتهادات الفقهاء فِي حصيلة اجتهاداتهم وثمرة أرائهم غير أن الحقيقة ليست كذلك فالإذعان بِمَا للإنسان من حقوق فِي هَذِهِ الحياة الدنيا جزء لَا يتجزأ من العقيدة الإسلامية المنبثقة من القرآن فَهِيَّ يقين واعتقاد قبل أن تكون ممارسة فقهية أَوْ سلوكا أخلاقيا وهذا هُوَ الفرق بَيْنَ مصدر الحقوق الإنسانية فِي القرآن الكريم وغيره من المصادر الأخرى .

التقويم :  أذكر كَيْفَ مارس الإسلام الحقوق الإنسانية ؟  

 الخطوط العريضة للحقوق المدنية للإنسان فِي القرآن الكريم : 

عبودية الإنسان لله تعالى ، من المعلوم أن مدار العقائد الإسلامية عَلَى ترسيخ حقيقة عبودية الإنسان لله تعالى فِي يقين كل مسلم والعبودية هِيَ الأثر الأول من آثار مالكية الله تعالى للإنسان وَهِيَ تعنى منتهى الدّين ونه لسلطان الله وحكمه ، والحقوق الَّتِي فطر الله الإنسان عَلَى الاحتياج إِلَيْهَا لَا يتربص بِهَا إلَّا عدوَّ واحد وَهُوَ عداوة الإنسان لأخيه افنسان ، وما تمزق شيء من هَذِهِ الحقوق أَوْ جرد مِنْهَا أصحابها إلَّا من جراء استعباد الإنسان للإنسان ولقد أَشَارَ القرآن الكريم ـن تحرر الإنسان من سطوة أخيه الإنسان لَا يستنبت إلَّا فِي تربة العبودية الصادقة لله تعالى  ذَلِكَ أن الإنسان عِنْدَمَا يستيقن أَنَّهُ عبد مملوك لله تعالى وحده ويدرك أَنَّهُ لَا سلطان لأحد غيره الله عَلَيْهِ وسرعان مَا يثمر هَذَا اليقين فِي حياته شيئين اثنين هُمَا  : البعد عَنْ ظلم الناس والاستعلاء عَلَيْهِمْ والتّرفع عَنْ الذل والمهانة لأندادهمن الناس أيًا كانوا .

 أ ) تكريم الله تعالى للإنسان : 

من المبادئ الاعتيادية المقررة فِي القرآن الكريم الجزم بِأَنَّ الإنسان من حَيْتُ هُوَ إنسان مكرم عِنْدَ الله تعالى  وأنه أفضل مخلوق عَلَى وجه الأرض وَمِنْ الواضح أن هَذَا التكريم لَا يترحم إلَّا برعاية حقوق الَّتِي فطره اللع عَلَيْهَا وأحوجه إِلَيْهَا فتكريم الإنسان ليس شيئا أكثر من رعاية حقوقه ورعاية حقوقه ليس أكثر من تيسير السّبيل الكريمة إِلَى احتجاجاته ومصالحه الَّتِي اقامة الله عَلَيْهَا .

 ب )الإنضباط بسلطان المصالح وسلم الأولويات فِيهَا : 

إِذَا كَانَت العقيدة فِي القرآن الكريم تدور عَلَى محور عبودية الإنسان لله تعالى فَإِنَّ الشريعة تدور عَلَى محور المصالح الَّتِي متع الله بِهَا الإنسان ولقد قرر علماء الشريعة الإسلامية اعتمادا عَلَى استقرائهم لنصوص القرآن والسّنة أن رعاية المصالح الإنسانية الخادمة لتلك الحقوق لَا تعد والمصالح التالية مصلحة كلها طبق هَذَا الترتيب عبر عَنْهُ القرآن بالعدل إِذَا لَا يمكن أن تدل عَلَى أكثر من رعاية هَذِهِ المصالح طبق هَذَا الترتيب . 

 ج ) حقوق الحرية :  

وإنما التّعبير بالحقوق بَدَلًا مِن الحق لِأَنَّ الحريَّة جدع تتفرَع عَنْهُ حقوق شتى كحق حريَّة اختيار الملة والمذاهب وحق التعبير عَنْ الرأي وحق اخيار النهج السياسي وإيجاد الأنظمة الكفيلة بدعمه وتفوقه فما هُوَ موقف القرآن مِمَّا يدعى اليوم بحق الحريّة الَّتِي تندرج فِيهِ ههذ الفروع وأمثالها ؟ . 

وللإجابة عَلَى هَذَا الإشكال يَجِبُ أن نفرق بَيْنَ أمرين هُمَا علاقة الإنسان بالله من حَيْتُ أَنَّهُ أي الإنسان عبدٌ مملوكٌ لله  مكلف بالنهوض بأحكام وواجبات محددو لَا مناص لَهُ من التحرر مِنْهَا فهو أبعد عَنْ الحرية بِكُلِّ معانيها وفروعها وكيف يكون الإنسان حرا فِي علاقته مَعَ الله وَهُوَ عبده الخاضع لحكمه والمملوك لذاته ؟ .. فالإنسسان فِي علاقته مَعَ الله لَا يتمتع بأي حرية اللهم إلَّا فِي الأمور والتصرفات الَّتِي خيره الله فِيهَا علاقة الإنسان بالإنسان فِي هَذِهِ الحياة الدّنيا من حَيْتُ النَّهج الَّذِي رسمه الله  جلاله لِهَذِهِ العلاقة وحدود السلطة الَّتِي متع الله بِهَا الجماعة الإنسانية الحاكمة فِي رعاية الأمور وتنفيذ أحاكمها فهو يتصف بالحرية التامة لَا يملك أن يضيق عَلَيْهِ أحد اللهم إلَّا  فِي حدود مَا تقتضيه المحافظة عَلَى حريات الآخرين فهو حر فِي اختيار الدّين والمذهب وَفِي التعبير عَنْ رأيه وقناعته وَفِي إيجاد الهيئات والجماعات الناشطة الاجتماعية والسّياسية وَمِنْ حَيْتُ الأمر الأول أي علاقته مَعَ الله فهو مكلف باعتناق الدّين الحق ممنوع من الخوض بالباطل أيا كَانَ مَا دام قَد تمَّ اختياره فِي مناخ الحريَّة والقناعة التامة دون تهديد أَوْ إرهاب . 

 د ) الشورى وتبادل الرأي :  

وَهِيَ استخراج الرأي من أهل الرأي ومراجعة البعض للبعض وَذَلِكَ بعرض الأمر عَلَى من عنده القدرة عَلَى بيان الرأي ويرتجي مِنْهُمْ الوصول إِلَى الصَواب وهذا يَعْنِي أن للشورى طرقًا يسمع وطرفا يشير وأطرافا تتحاور فِي الموضوع وَتَهْدِفُ من هَذَا الحِوَار إِلَى أَنَّ تنير الرَّأي للتشاور قبل أن يقوم بتصرف ورأي منفرد ، ومجالات الشورى متعددة ومتنوعة وشاملة لِجَمِيعِ مجالات الحياة الإنسانية فِي الحكم والإدارة والبيت والشؤون الخَاصَّة وبين جميع النّاس .

 هـ ) الطاعة الواعية :  

وَهِيَ طاعة المواطن طاعة واجبة فِيمَا لَا معصية فِيهِ للخالق فمن الطاعة أن يسمع المواطن للدولة وَأَن يستجيب لَهَا وان ينفذ مَا تطلبه مِنْهُ فِي حدود طاقته وقدرته وَفِي حالة منشطة وكسله .

وَفِي حالة العسر واليسر وَلَا يتصور وجود دولة لَا طاعة فِيهَا من المواطنين وَقَد قرر القرآن ذَلِكَ فِي نصوصه والمراقبة الأمينة وَهِيَ  حق للمواطنين فِي مراقبة أعمال الدولة ونقد تصرفاتها المواطن عَلَى الدولة وَقَد عبر عَنْهُ فِي القرآن بكلمة التواصي فِي قوله  :   إِ لَاَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ    العصر : 03

وَهُوَ مَا يعرف اليوم بالحس المدني  وَهُوَ صمام امان ضد الفتن والفوضى والخروج عَنْ  طاعة الدولة . 

التقويم :  كَيْفَ رسم القرآن مختلف الحقوق المدنية للإنسان ؟ 

الفوائد والإرشادات:  

1) حقوق الإنسان فِي الإسلام متكاملة مَعَ حقوق أُخْرَى  وَهِيَ حق الله وحقوق العباد ثُمَّ حقوق الإنسان . 

2) إن هَذَا المصدر الإلهي لحقوق الإنسان فِي الإسلام ضمان لَهَا من التعطيل والتعديل ومانع من الاعتداء عَلَيْهَا أَوْ التنازل عَنْهَا . 

3) من أبز الحقوق الَّتِي ضمنها القرآن الكريم للإنسان هُوَ الحرية المدنية والدينية . 

4) اعتبر القرآن الكريم أن الإكراه عَلَى شيء ضد الطبيعة الإنسانية . 

 الاستثمار السلوكي :  

أحرص عَلَى  مراعاة حقوق الإنسان فِي علاقاتي مَعَ الغير ، وَلَا ألتجئ إِلَى العنف وفرض القوة والسيطرة مهما كلف الأمر .

تطبيقات : 

1) يقول الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي :   يَجِبُ ان ننبه إِلَى أمر فِي غاية الأهمية وَهُوَ أن الإسلام بمقدار مَا يتمتع الإنسان بحرية التعَبير عَنْ المعتقد  والرَأي يحذره أن يجعل حرية التعَبير طريقا إِلَى الإساءة إِلَى الآخرين مِنْ خِلَالِ تسفيه عقائدهم او السًخرية بِهَا او شتم أي من رجالها أَوْ أئمتها و الإسلام لَا يرضى للمسلم أن يذهب مذهبا يتجاوز فِيهِ الجدل العلمي والمنطقي إِلَى الشتم أَوْ السخرية وَأَن الَّذِي يدافع عَنْ الشتم وأصحابه بحجة إنّ الشتم وما كَانَ عَلَى شاكلته ممارسة حرّية الرَأي موغل فِي التَخلف عَنْ ادنى درجات الحضارة والمدنية وشارد عَنْ أبسط موازين المعاملات الإنسانية . 

استنتج انطلاقا من النَص السَّاببق معنى حرّية التعبير وبين أهميتها . 

2) طبق الرسول  واصحابه الكرام الحريَة والمدنيَّة وحقوق الإنسان عمليا فِي الكثير من المواطن ومنها استقباله وفد نجران وزواجه من ريحانة جارية بني النظير أسلمت فأعتقها ثُمَّ تزوجها ، وخطبته فِي حجة الوداع اشرح وحلل هَذِهِ الأحداث متعمدات عَلَى كتب السيرة النَّبوية .

3) ضع جدولا تبين فِيهِ الحقوق المدميّة الَّتِي قرَرها الإسلام مَعَ ادلتها من القرآن الكريم والسُّنة النَّبوية . 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *