كأس العالم هو الذي خسر الجزائر

 الإقصاء من مونديال قطر يُدخل الجزائر فِي دوامة الشك!

اعادة مباراة الجزائر والكاميرون 2022

العشر ثواني الأخيرة من مواجهة الكاميرون كَانَت كفيلة بتغيير كل المُعْطَيات والموازين الَّتِي كَانَت ستجعل من بلماضي بطلاً قومياً فِي نظر الجميع، لو لَمْ يتلق دفاعه ذَلِكَ الهدف القاتل فِي الوقت بدلاً من الضائع، وَالَّذِي جعل مِنْهُ مدرباً فاشلاً يَجِبُ أن يرحل (فِي نظر البعض) ، لأنه أدخل الكرة الجزائرية فِي دوامة بِمُجَرَّدِ أن سقطت الشجرة الَّتِي كَانَت تُغطّي الغابة..

كَانَ كل شيء جميل عَلَى مُسْتَوَى المنتخب الجزائري لكرة القدم، مُنْذُ تتويجه المستحق باللقب القاري سنة 2019، إِلَى غاية فوزه الرائع بكأس العرب “فيفا” 2021، وتجنّبِهِ الخسارة عَلَى مَدَى 35 مباراة متتالية جعلته أحد أفضل المنتخبات فِي العالم، والأكثر استحقاقاً للتواجد فِي مونديال قطر، قبل أن ينقلب كل شيء فِي ظَرْفِ شهرين، بعد إخفاقه فِي الحفاظ عَلَى لقبه القاري فِي الكاميرون عِنْدَمَا خرج فِي الدور الأول، وفشله فِي التأهل إِلَى مونديال قطر الَّذِي شكل صدمة كبيرة، أطاحت برئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وَقَد تتسبب فِي رحيل المدرب جمال بلماضي، فِي سيناريو يحدث عادة عَلَى مُسْتَوَى الأندية والمنتخبات، لأنها أحكام الكرة الَّتِي تستند إِلَى النتائج فَقَطْ بِسَبَبِ الضغوطات الَّتِي تفرضها الجماهير ووسائل الإعلام، وَهُوَ الأمر الَّذِي تشهده الكرة الجزائرية حالياً.

الجزائريون من جهتهم كانوا فِي السماء السَّّابِعَة قبل نهائيات كأس أمم إفريقيا، الَّتِي احتضنتها الكاميرون، باعتبارهم أبطال أفريقيا والعرب وأحد أفضل المنتخبات العالمية، وَهُوَ الأمر الَّذِي قاد بلماضي العام الماضي للحديث عَنْ المنافسة عَلَى كأس العالم وَلَيْسَ مجرد التأهل إِلَى مونديال قطر، الَّذِي كَانَ بِالنِسْبَةِ إِلَيْهِ ولكل المتتبعين تحصيلاً حاصلاً، قبل أن يتحول إِلَى كابوس يصعب تجرعه، خاصة بعد حدوثه فِي الثواني الأخيرة من المواجهة أَمَامَ الكاميرون، ويؤدي إِلَى حدوث زلزال دفع رَئِيس الاتحاد الجزائري إِلَى الاستقالة، وَقَد يؤدي إِلَى رحيل المدرب جمال بلماضي، وَالبِتَّالِي نهاية مرحلة جميلة دامت أكثر من ثلاث سنوات، آلت إِلَى نهاية مؤلمة أحدثت شرخاً فِي الأوساط الإعلامية والجماهيرية، بَيْنَ من يُطَالِبُ باستمرار بلماضي عَلَى رأس “الخضر”، لأنه مدرب كفوء يستحق تجديد الثقة فِيهِ، وَمِنْ يَدْعُو إِلَى رحيله لأنه فشل ويجب تغييره. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *