تحضير درس وصايا و توجيهات للسنة الثالثة ثانوي

التعريف بالشاعر:

هُوَ زين الدين عمر المعروف بابن الوردي ، ولد بمعمرة النعمان عام 689هـ ، نهل من علوم اللغة فأخذ مِنْهَا القسط الوافر ، كتب فِي التَارِيخ و النحو و نَظَّمَ الشعر ، توفي عام 749هـ .

إثراء الرصيد اللغوي:

الفصل: الحق
فلّ: فِي اللغة تستعمل للسيف أَوْ السكين ، فنقول فلَّ السكين: ذهبت حدته ، ومِنْهُ فالكلمة فِي البيت بمعنى الانهزام و عدم القدرة عَلَى خوض المعركة
نمرود: هُوَ أول الجبابرة عَلَى الأرض .
كنعان: هُوَ جد سام للكنعانيين اللَّذِينَ استقروا بفلسطين و فينيقيا.
القِلل: جمع قلة: و هِيَ الجبال ، فِي البيت جاءت بمعنى الجماعة من الناس الَّتِي تتولى حماية الملك .

اكتشاف معطيات النص

نموذج الإجابة الأول

ـ يَدْعُو الشاعر إِلَى مكارم الأخلاق , وتقوى الله
ـ المخاطب الحقيقي فِي هَذَا النص هُوَ ابنه دُونَ أَنْ يذكر اسمه
ـ ذكرنا الشاعر فِي النص بالموت , حَتَّى لَا نعصي الله سبحانه
ـ يظهر الحس الديني فِي البيت الثاني :
واتق الله فتقوى الله مَا جاورت قلب امرئ إلَّا وصل

ـ التوجيهات الخلقية الواردة فِي النص هِيَ :
اعتزال ذكر الأغاني والغزل ـ قول الفصل ـ مجانبة الهازلين

ـ التوجيهات الدينية الواردة فِي النص هِيَ :

تقوى الله ـ التذكير بالموت وبالبعث والجزاء ـ طرح الدنيا وترك الحيلة فِيهَا . التوكل عَلَى الله
ـ حياة الَّذِي يطلب الدنيا ويسعى لَهَا كحياة الجاهل تماما بَلْ هِيَ أدنى من ذَلِكَ .

نموذج الإجابة الثاني

فِي هَذَا النص يَدْعُو الشاعر إِلَى ضرورة التفكر و تقوى الله تعالى ، و مِنْ خِلَالِ خطاب الشاعر إِلَى ابنه فقد كَانَ يخاطب أفراد الجماعة وَفِي أثناء ذَلِكَ ذكّرنا ابن الوردي بالموت و يوم البعث و الحساب كَمَا ذكرنا بنهاية و مصير الجبابرة ، ويظهر الحس الديني فِي هَذِهِ الأبيات قويًا مِنْ خِلَالِ تشخيصه و تجسيده لبعض المعاني فِي صور بيانية مثل: “كتب الموت عَلَى الخلق” ، “اطرح الدنيـا” و هِيَ استعارة مكنية حَيْتُ شبه الدنيا بالشيء الملموس ثُمَّ حذف المشبه بِهِ و جاء بشيء من لوازمه و هُوَ “اطرح” عَلَى سبيل الاستعارة ، و قَد تضمنت وصايا الشاعر توجيهات خلقية كقول الحق و الدعوة إِلَى حسن النية و القصد فِي العمل و اعتزال مجالس اللهو و الطرب و التزام الجد و الحزم و إتقان العمل ، عَلَى جانب توجيهات دينية كالدعوة إِلَى تقوى الله و طاعته و الإيمان بيوم البعث و الموت و الحساب 

مناقشة معطيات النص

اعتمد ابن الوردي فِي توجيهه و تعليمه أسلوب التلقين الَّذِي بدا مفيدًا ناجعًا لأنه ينقل للمستمع أمثلة من الواقع تجعله يقف عِنْدَ الحقيقة فيراها مشخصة فِي نماذج و صور عديدة و متنوعة ، و قَد جاء خطاب الفرد فِيهَا مفيدًا لِأَنَّ كل من يقرأه يحس و يشعر بِأَنَّ الشاعر يخاطبه لذاته و يستنهض فِيهِ روح الإيمان و تقوى الله فيصلح العطب و يقوِّمُ الاعوجاج فِي ذاته و سلوكياته و يضعه عَلَى جادة الصواب ، و هَذِهِ التوجيهات صالحة لِكُلِّ زمان و مكان لأنها لَا تخص بيئة معينة بَلْ هِيَ متصلة بحقيقة الحياة و سننها عبر الأزمنة .

تحديد بنـاء النص

ـ تراوحت أساليب النص بَيْنَ التقرير والتوجيه. التدعيم من النص
التقرير : قيمة الإنسان مَا يحسنه أكثر الإنسان مِنْهُ أَوْ أقل
التَّوجِيه :اعتزل ذكر الأغاني والغزل وقل الفصل وجانب من هزل
الهدف مِنْهَا : التربية والتوجيه

ـ الحقائق التاريخية الَّتِي سجلها الشاعر هِيَ فناء كل إنسان وزوال كل مَا شيده . أَمَّا الظواهر الاجتماعية الَّتِي نبه إِلَيْهَا هِيَ عدم الاغترار بالدنيا وزينتها من أغان وغزل وسلوك المحتالين
ـ النص القرآني الَّذِي اقتبس مِنْهُ فِي البيت (6) هُوَ قوله تعالى :
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”

ـ نمط النص الكتابي هُوَ : نمط الخطبة ( الإيعازي ) الخطبة هِيَ أسلوب تواصلي يهدف إِلَى توجيه التعليمات إِلَى فئة من الناس ، ودعوتهم للقيام بعمل معين و تنفيذ أوامر واجتناب نواه .
تفحص الاتساق و الانسجام

لجـأ الشاعر فِي توجيهاته إِلَى ترتيب تعليماته و نصائحه عَلَى الصعيد الخلقي غير أَنَّهُ يُمْكِنُنَا أن نُقَدِّم و تأخر فِيهَا دُونَ أَنْ يختلّ المعنى ، لأنه فِي مثل هَذِهِ التوجيهات لَا يحتكم الشاعر إِلَى الترتيب
ـ حاول الشاعر أن يكون مقنعا فِيمَا قاله واستعان فِي ذَلِكَ بذكر الشواهد التاريخية والاقتباس من القرآن .

التمثيل : أَيْنَ نمرود وكنعان وَمِنْ ملك الأرض وولى وعزل
سيعيد الله كــلا مِنْهُمْ وسيجزي فاعلا مَا قَد فعل
ـ بعض الأبيات المستقلة بمعناها : 8 ـ 9 , 11 ـ 12
لِأَنَّ كل بيت مستقل بمعناه
ـ بعض الأبيات المكملة للأخرى : 3 , 4 , 5 , 6
ـ 9 , 10 ,11
لِأَنَّ المعنى ينتهي فِي البيت الأَخِير
ـ الصور البيانية الواردة فِي النص تخدم الشكل أساسا , لأنه لَمْ يخرج عَنْ طريقة شعراء عصر فِي ميلهم إِلَى الصنعة والتقليد .
ـ ظهرت نزعة الشاعر مِنْ خِلَالِ النص وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ الصور والمحسنات ( اطرح الدنيا ـ تخفض العالي وتعلي من سفل )
وَقَد استعان الشاعر بجملة من أساليب الإقناع معتمدًا فِي ذَلِكَ عَلَى الحُجَّة و البرهان و يَتَجَلَّى ذَلِكَ للنصيحة و النتيجة الَّتِي تؤول إِلَيْهَا كَمَا فِي البيت الثاني و البيت الحادي عشر ، و قَد جاءت أفكار النص متلاحمة فِيمَا بينها مخالفة لما عرف بِهِ الشعر العربي فِي العصر الجاهلي الَّذِي امتد إِلَى بعض العصر العباسي وَالَّذِي يَعْتَمِدُ عَلَى وحدة البيت ، إِذْ لَا نجد بيتًا مستقلاً بمعناه إلَّا فِي البيت الأَخِير، وَقَد بدت نزعة الشاعر الدينية الداعية إِلَى الزهـد و التفكر فِيمَا بعد الموت .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *