تحضير درس المدارس الفقهية وتطورها في العلوم الإسلامية للسنة الثانية ثانوي

 مذكرة تحضير درس المدارس الفقهية وتطورها فِي العلوم الإسلامية للسنة الثَّـانِيَة ثانوي 2020/201

قَالَ الله  :  وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ  التوبة : 122.

تمهيد : 

المتتبع لمؤلفات الفقه الإسلامي يجد فِيهَا مادة علمية خصبة وثراء فكريا كَبِيرًا، يتضح ذَلِكَ مِنْ خِلَالِ آراء الفقهاء المتشعبة، ومذاهب العلماء المتعددة، وَالَّتِي رغم كثرتها وتباينها وتنوعها لَا تخرج عَنْ الإطار العام للشريعة الإسلامية، فَأَنْت تجد مثلا فِي الفقه الإسلامي عدة مذاهب، وتجد دَاخِل كل مذهب عَدَدًا من الأقوال والروايات المنسوبة إِلَى إمام المذهب أَوْ تلاميذه، وَمِنْ كل مَا سبق يصل القارئ إِلَى فكرة أساسية هِيَ أن الفقه الإسلامي لَا ينحصر فِي مذهب إمام معين وَلَا فِي قول طائفة محصورة من الناس، بَلْ هِيَ مجموعة من الآراء ترجع إِلَى الكتاب والسنة فِي نهاية المطاف. 

1 – المذهب الحنفي

هُوَ مذهب  فقهي من المذاهب الأربعة ، ينسب إِلَى الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت المتوفى سنة 150 هـ فِي بغداد ، وَقَد اعتمد غاية الاعتماد عَلَى الرأي و ( القياس ) وعمل بأراء هَذَا المذهب فِي أغلب البلاد الإسلامية . 

عومال الظهور: 

مؤسس هَذَا المذهب هُوَ أبو حنيفة حَيْتُ خرج عَلَى النّاس بمذهب جديد ، فِيهِ حرية العقل واستعمال الرأي و القياس ، وَقَد تميز بمقدرة فائقة الاستنباط فأحداثت أفكاره تياًا استقطب الكثير من المؤيدين لَهُ . 

النشأة والتطور : 

نشأ هَذَا المذهب عَلَى يد الإمام أبي حنيفة النعمان ن ولما ظهر العباسيون الاتصال الوثيق بَيْنَ الدين 

و الدولة، وكونوا من أحاكم الشريعة دستورا ونظاما تسير عَلَيْهِ الدولة ، فقربوا العلماء وجعلوا القضاء بَيْنَ أهل الرَّأي من أهل العراق ، حَتَّى ولي أبو يوسف القضاء وَهُوَ تلميذ أبي حنيفة فكانت للمذاهب الحنفي حظوة واسعة فِي الشهرة والانتشار ، كَمَا أن وجود رجالات حملوا عَلَى عاتقهم نشر المذهب  أمثال أبي يوسف قاضي قضاة  فِي زمن الرشيد ساعد عَلَى انتشار هَذَا المذهب انتشارًا واسعًا  ،  حَيْتُ تولى القضاء لثلاثة من الخلفاء العباسيين مُنْذُ أيام المهدي ثُمَّ الهادي ثُمَّ الرشيد ، وَقَد حظي الفقه الحنفي بمحمد بن الحسن الشيباني الَّذِي دون فقه هَذَا المذهب وسجله ، وكَذَلِكَ محمد بن شجاع الثلجي الَّذِي كَانَ يحتج بفقه الحنفية وأظهر علله وقواه بالحديث ، فساعد هذان الأمران عَلَى انتشار هَذَا المذهب عَلَى صعيد العالم الإسلامي . 

خصائص المدرسة الحنفية : 

الأصول عِنْدَ الحنفية هِيَ : الكتاب و السنة وإجماع  الصحابة والقايس والاستحسان والعرف . 

أهَمُ مصادر التشريع عندهم هُوَ الأخذ بالقياس حتَّى عرفوا بِهِ وتميزوا عَنْ بقية المذاهب

أبرز الشخصيات: 

 النعمان بن ثابت( أبو حنيفة )

 أبو يوسف ( قاضي القضاة )

 محمد بن الحسن الشيباني

 محمد بن شجاع الثلجي

موقع الانتشار : 

انتشر المذهب الحنفي فِي العراق وَفِي أغلب الأقطار الإسلامية بِشَكْل متفاوت فتركية وألبانية وسكان بلاد البلقان وتركستان ( بخارى ) هم عَلَى المذهب الحنفي بصورة غالبة ، وَفِي أفغانستان يؤلفون نصف السكان ، بَلْ هَذَا المذهب هُوَ أوسع المذاهب اللإسلامية انتشارًا عَلَى الإطلاق .

2 – المذهب المالكي

هُوَ من أوسع المذاهب الإسلامية انتشار فِي القديم ، ويبني عَلَى الأراء الفقهية للإمام مالك بن أنس ، تبلور مذهبًا واضحًا ومستقلا فِي القرن الثاني الهجري . 

عومال الظهور: 

انقسام مدرسة الصحابة إِلَى مدرسة الرَأي  ودارسة الحديث ، وَكَانَ من نَتَائِج هَذَا الانقسام أن ظهرت شخصية مالك فِي الحجاز ، الَّذِي كَانَ يعتبر امتدادا لمدرسة الحديث ، مكونة بالمدينة مكنه من الإحاطة بكم هائل من الآثار ، مِمَّا جعله يكون مذهبًا ثريًا من حَيْتُ النصوص ، وأصيلا من حَيْتُ تأسيسه عَلَى الروايات الكثيرة الَّتِي نقلها الصحابة عَنْ رسول الله  .

النشأة والتطور : 

تأسس المذهب المالكي عل ىيد مالك بن أنس ، وَذَلِكَ فِي أوائل القرن الثاني الهجري وتطورت معالمه عَلَى يد تلاميذه من بعده ،  اللَّذِينَ كانوا يقصدونه فِي المدينة المنورة من كافة الأقطار الإسلامية .

وَفِي المَغْرِب العربي والأندلس كَانَ لـ ( يحي بن يحي الليثي المصمودي المغاربي ) ، وَهُوَ من تلاميذ مالك ، الأُثر الفعال فِي نشر المذهب هُنَاكَ وكسب المؤيدين لَهُ ، ثُمََّ تبنت دولة المرابطين وَمِنْ بعدها دولة الموحدين فِي المَغْرِب الإسلامي مذهب مالك ، ونشروا الكتب الَّتِي تحتوي آراءه .

خصائص المدرسة المالكية: 

تعتبر المدرسة المالكية بالأساس امتدادا لمدرسة أهل الحديث ، أي أَنَّهَا تعتمد عَلَى الأثر فِي آرائها الفقهية مرونة ، إِذَا انها تعتمد كثيرًا عَلَى التوسع فِي الأخذ بالمصالح المرسلة ، وَلَا تتقيد كَثِيرًا بظاهر النصوص إِذَا كَانَ فِي ذَلِكَ مجافاة لمبدأ جلب المصالح ودرء المفاسد . 

أبرز الشخصيات: 

 مالك بن أنس 93 – 179 هـ 

 عبد الرحمن بن القاسم العتقي 132 – 191هـ 

 عبد الله بن وهب المصري 125– 197 هـ 

 أشهب بت عبد العزيز بن داود المصري 145– 204 هـ 

 عبد الله بن الحكم المصري 155 – 214 هـ 

 أصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع 151– 225 هـ 

موقع الانتشار : 

انتشر  المذهب المالكي فِي الحجاز انتشارًا واسعًا ، لأنها موطن مالك بن أنس ، كَمَا أنتشر فِي بغداد بِسَبَبِ دعم السلطة العباسية لَهُ ، وظهر فِي البصرة بعد خمسة قرون من تَارِيخ انتشاره فِي الحجاز ، ويعتبر المذهب المالكي هُوَ الغالب فِي البحرين ن وقطر والكويت والسودان ن وبلاد المَغْرِب العربي ( السودان ، ليبيا وتونس ن الجزائر ، المَغْرِب ، موريطانيا ) 

3– المذهب الشافعي

هُوَ أحد المذاهب الأربعة ، أسسه الإمام محمد بن إدريس الشافعي الَّذِي اعتمد عَلَى الجمع بَيْنَ الَّذِي صدر عَنْهُ هَذَا المذهب ، وتبلور مذهبًا فقهيًا مستقلا فِي اوائل القرن الثالث الهجري .

النشأة و التطور: 

الشافعي هُوَ الَّذِي نشر مذهبه بنفسه ، وسبب انتشار مذهبه مَا قَامَ بِهِ من الرَّحلات المتعددة بَيْنَ بغداد والمدينة حَيْتُ ينتشر مذهب أهل الرأي  وأهل الحديث ، فأخذ الشافعي منهجًا وسطًا بَيْنَ الفريقين فأوجب العمل بالحديث إِذَا كَانَ صحيحا وإن لَمْ يكن مشهورًا ن وكَذَلِكَ أخذ القياس فِي المسائل الَّتِي لَمْ يكن فِيهَا نص ، فبذلك أقبل عَلَيْهِ أهل الحديث ورضي عَنْهُ أهل الرأي . 

عوامل الظهور: 

تلقى محمد بن إدريس الشافعي الفقه والحديث عَلَى يد مالك ، والرأي عَلَى يد محمد بن الحسن الشيباني الحنفي ، أنظر لتمتعه بالثقافة الواسعة والقدرة الفائقة عَلَى الجدل فقد استطاع أن يرسم لنفسه منهجًا وسطًا جمع فِيهِ مدرستي الرأي والحديث ، وتمخض عنهما المذهب الشافعي ، ولعل أهَمُ العوامل الَّتِي هيأت للشافعي أسباب النجاح فِي مصر هِيَ : 

أ ) كَانَ معروفا بأنه تلميذ لمالك وخريج مدرسته ، وَكَانَ لمالك هُنَاكَ ذكر ولمذهبه انتشار ، فقوبل الشافعي بالعناية . 

 

ب ) نشاط الشافعي وعلو همته وتفوقه بالأدب ومعرفته باللُّغَةِ وإحاطته بأقوال مالك وأقوال أهل الرأي وانتصاره لمذهب أهل الحديث . 

 

ج ) اشتهار قريشته ، واحتجاجه بالإنتساب للنبي  وهذا لَهُ أثر فِي قلوب المسلمين . 

خصائص المدرسة الحنفية : 

طريقتهم فِي الاستنباط هِيَ احتجاجهم بظواهر القرآن حَتَّى يقوم الدليل عَلَى أن المراد بِهَا غير الظاهر ، ثُمَّ بع ذَلِكَ يستدلون بالسنة ، ثُمَّ يعمل الاجماع وان لَمْ يجدوا فالقياس ، وعملوا بخبر الآحاد مَا دام الراوي ثقة ومادام الحديث متصلا بالرسول الكريم ، وَلَا يؤمنون بحجية الاستحسان ورفضوا الأخذ بِهِ . 

أبرز الشخصيات: 

 محمد بن إدريس الشافعي ، ولد فِي  غزة بفلسطين سنة 150 هـ 

 يوسف بن يحي البويطي المصري 

 إسماعيل بن يحي المزني المصري

موقع الانتشار : 

انتشر  المذهب الشافعي فِي مصر وفلسطين وعدن وحضر موت وَفِي العراق والباكستان والعربية السعودية وَهُوَ المذهب الغالب فِي أندونيسية . 

4– المذهب الحنبلي

و هُوَ أقل المذاهب الإسلامية سعة و انتشارًا، و يرتكز عَلَى آراء الإمام أحمد بن حنبل الفقهيّة، و تبلور مذهبًا فِي أواخر القرن الثالث الهجري.

عومال الظهور: 

أ –   رحلات أحمد بن حنبل بَيْنَ عَدَدُُ مِنَ المدن الإسلامية ساعد عَلَى رواج مذهبه. 

ب ـ  تولى ابنه صالح القضاء فِي أصبهان، مِمَّا ساهم فِي نشر أفكار المذهب الجديد.

النشأة والتطور : 

أسس أحمد بن حنبل مذهبه بعد خروجه من السجن فِي أيام المعتصم العباسي، و ذَلِكَ عَلَى أثر قضية خلق القرآن، تمَّ تطورت معالم هَذَا المذهب عَلَى أيدي تلامذته من بعده. و اتسعت رقعة هَذَا المذهب بِشَكْل کَبِير عَلَى يد ابن التيمية، الَّذِي عمل لنشره فِي الشام و مصر. ثُمَّ ولد المذهب الحنبلي من جديد عَلَى يد محمد بن عبد الوهاب فِي نجد و الجزيرة العربية. 

خصائص المدرسة الحنبلية: 

يرجع الحنابلة فِي استنباطهم الشرعي إِلَى النص و الإجماع وفتوى الصحابة، و إن اختلفوا اختير مَا يوافق الكتاب و السنة، وهم يأخذون بالأحاديث الضعيفة و المرسلة، 

ويعتمدون القياس و الاستحسان فِي بَعْضِ الحالات. 

أبرز الشخصيات: 

 أحمد بن حنبل الشيباني المروزي 164ـ 241 هـ. 

 صالح بن أحمد بن حنبل 203 ـ 266. 

 ابن تميمة 661 ـ 728 هـ.

 ابن قيم الجوزية 691 ـ 751 هـ.

موقع الانتشار : 

لَمْ ينتشر المذهب الحنبلي كغيره من الذاهب، لأنه ظهر بَعْدَ أَنْ اجتاحت المذاهب الثلاثة الاخرى معظم الأمصار،  و ينتشر المذهب الآن فِي الحجاز، وَفِي بلاد الشام يؤلف الحنابلة ربع السكان، و للمذهب أتباع قليلون فِي إيران و العراق و الخليج و مصر. 

5– المذهب الظاهري  

يقوم هَذَا المذهب عَلَى أن المصدر الفقهي هُوَ ظواهر النصوص من الكتاب و السنة، فَلَا رأي فِي حكم من أحكام الشرع، وَعَلَى هَذَا فقد نَفَى المعتنقون لِهَذَا المذهب الرأي بكافة أنواعه؛ فَلَمْ يأخذوا بالقياس وَلَا بالاستحسان، و لَا الذرائع، وَلَا المصالح المرسلة، وَلَا بأي، بَلْ يأخذون بالنصوص و حدها، و إِذَا لَمْ يكن نص أخذوا بحكم الاستصحاب الَّذِي هُوَ الإباحة الأصلية. فَهَذَا المذهب نَفَى القياس؛  لأنه يفتح باب الاجتهاد عَلَى مصراعيه حَتَّى جرأ العامة عَلَى استنباط الأحكام.

النشأة والتطور : 

قَامَ بإنشاء هَذَا المذهب و بيان أحكامه وتوضيح أدلته عالمان، أحدهما: داود الأصفهاني ويعد منشئ المذهب؛ لأنه أول من تكلم بِهِ، ابن حزم الأندلسي، وَقَد كَانَ لَهُ فضل بيان المذهب و بسطه، و إحيائه بَعْدَ أَنْ هجر. وَقَد نشأ المذهب فِي بغداد فِي منتصف القرن الثالث الهجري. وانتشر المذهب الظاهري فِي عهد مؤسسه، برغم المعارضة الشديدة لِهَذَا المذهب لمنعه التقليد منعا مطلقًا، فكان للمذهب مؤيدون قليلون و معارضون كثيرون، وَكَانَ انتشار المذهب بِمَا قَامَ بِهِ داود من كثرة التأليف. كَمَا كَانَ لاهتمام تلاميذ داود الظاهري بنشر كتبه والدعوة إِلَى مَا فِيهَا من علم و آراء أثر کَبِير فِي انتشاره فِي القرنين الثالث و الرابع الهجري فِي بلاد الشرق. وَخَاصَّةً عِنْدَمَا ظهر أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، الَّذِي أحيا المذهب، حَتَّى أَنَّهُ كَانَ أشد من إمام المذهب داود الأصفهاني، ثُمَّ أخد الذهب يندثر بعد القرن الخامس، لعدم اعتماده عَلَى المصادر الاجتهادية المرنة الَّتِي تعطي للفقه الإسلامي قابلية التطور و النمو.

خصائص المدرسة الحنفية : 

بَيْنَ ابن حزم أصول المذهب الظاهري بقوله: الأصول الَّتِي لَا يعرف شيء من الشارع إلَّا مِنْهَا أربعة و هِيَ نص القرآن الكريم، و نص كلام رسول الله صلى الله عَلَيْهِ و سلم الَّذِي هُوَ عَنْ الله تعالى مِمَّا صح عَنْهُ  و نقله الثقات، وإجماع جميع علماء الأمة، ودليل مِنْهَا لَا يحتمل إلَّا وجها واحدًا. وَقَد ترك الظاهرية القياس بناء عَلَى حكم بالرأي و فِيهِ مخالفة للنص، قَد أَدَّى إِلَى اشتمال فقههم عَلَى بعض الأحكام الشاذة و الغريبة، وَلَا شَکَّ أن عدم الأخذ بالقياس يؤدي إِلَى الحرج فِي كثير من الأحكام.

أبرز الشخصيات: 

 أبو سليمان داود بنعلي بن جلف الأصفهاني، ولد بالكوفة عام 202هـ، و توفي عام 270هـ.

 و أبو محمد علي بن أحمد بن سعد بن حزم، ولد بقرطبة عام 384 هـ، و توفي عام 456هـ.

مواقع الانتشار: 

إن المذهب الظاهري كَانَ لَهُ انتشار محدود فِي عهد داود الأصفهاني ثُمَّ تلاشى ذَلِكَ القدر شيئا فشيئا، ولما ظهر الإمام ابن حزم فِي القرن الخامس الهجري تهيأ بجهوده و اجتهاداته الظروف لانتشار المذهب الظاهري من جديد، فقد خدم ابن حزم المذهب الظاهري بِمَا قَامَ بِهِ من وضع لأصول و تدوينها فِي كتب عديدة تضمنت بجانب ذَلِكَ دفاعه عَنْ المذهب، كَمَا أَنَّهُ حاول        نشر المذهب بالدعوة إِلَيْهِ بَيْنَ الشباب من معاصريه، فقد كانوا يفدون إِلَيْهِ مخلصين فِي طلب مَا عنده من علم وَقَد أسهم إخلاصهم و نشاطهم فِي انتشار المذهب و ذيوع ذكره فِي الأمصار المعروفة. ثُمَّ أَنَّهُ بتتابع الجهود من معتنقي المذهب عَلَى مر الأجيال، أَنَّهُ لَا يخلو جيل من ظاهري، كَمَا كَانَت 

6– المذهب الإباضي

ترجع أصول المذهب الإباضي إِلَى التابعي جابر بن زيد الَّذِي ولد سنة 21 هـ، وَكَانَ أكثر استقراره بالبصرة و بِهَا توفي سنة 93 هـ ، وَلَمْ ينسب إِلَيْهِ المذهب وإنما نسب إِلَى عبد الله ابن إباض، وَهُوَ تابعي أيضًا، عاصر معاوية بن أبي سفيان، و توفي فِي أواخر أيام عبد الملك بن مروان، فَهِيَّ نسبة عرضية كَانَ سببها بعض المواقف الكلامية و السياسية الَّتِي اشتهر بِهَا ابن إباض وتميز بِهَا، فنسب المذهب الإباضي إِلَيْهِ، وَلَمْ يستعمل الإباضية فِي تاريخهم المبكر هَذِهِ النسبة، بَلْ كانوا يستعملون عبارة جماعة المسلمين أَوْ أهل الاستقامة وأول مَا ظهر استعمالهم لكلمة الإباضية كَانَ فِي أواخر القرن الثالث.

نشأته و تطوره : 

يرجع المذهب الإباضي فِي نشأته و تأسيسه إِلَى عصر التابعين؛ فمؤسسه الَّذِي أرسى قواعد الفقه الإباضي وأصوله هُوَ التابعي الشهير جابر بن زيد الأزدي فهو إمام ومحدث وفقيه، من أخص تلاميذ ابن عباس، وممن روى الحديث عَنْ أم المؤمنين عائشة رضي الله عَنْهَا وعدد کَبِير من الصحابة ممن شهد بدرًا. وَكَانَ ذا مذهب خاص بِهِ فِي الفقه.و اكتملت صورة المذهب و تمَّ تحرير أقواله و آرائه فِي صورتها النهائية فِي أواخر أيام أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة الَّذِي خلف جابر بن زيد عَلَى إمامة أشياخ المذهب و عَنْهُ حمله طلبته اللَّذِينَ وفدوا إِلَيْهِ من المَغْرِب العربي والمشرق إِلَى بلدانهم.

*ـ أبرز الشخصيات : 

 الشيخ إبراهيم بن عمر بيوض، ولد سنة 1899 م فِي أحضان والدة من عائلة الحكم بالقرارة بولاية غرداية جنوب الجزائر، توفي سنة 1981 م . 

 و إبراهيم بن احمد بن إبراهيم بن يوسف اطفيش، توفي يوم 13 ـ 12 ـ 1965 م.

مواقع الانتشار : 

بعد سقوط الدولة الإباضية فِي تاهرت احتفظت التجمعات السكانية الإباضية بنوع من الاستقلال مكنها فِي متابعة تِلْكَ النهضة العلمية الَّتِي تقوم عَلَى رعايتها مجالس العلماء الَّتِي عرفت فِي اصطلاح الإباضية بمجالس العزابة، فاتصل الإنتاج العلمي بَيْنَ إباضية المَغْرِب فِي مختلف العلوم الإسلامية حَتَّى أيامنا هَذِهِ، وَلَا يزال للمذهب أتباع فِي الجزائر و تونس و ليبيا وعمان .

التقويم : أذكر ثلاثة فروق بَيْنَ المدارس الفقهية . 

الاستثمار السلوكي : 

الفقه الإسلامي ثري بمدارسه، لذا علي أن أعتز بِذَلِكَ. واعتبره ثروة تشريعية.

تطبيقات : 

1. مَا هِيَ  المدارس الفقهية ؟ وَمَنْ هُمْ مؤسسوها ؟ 

2. أنجز بحثا عَنْ المدارس الفقهية فِي بلادك .

3. عَلَى ماذا يدل تنوع المدارس الفقهيّة فِي الإسلام ؟ 

4. إخْتَر مسألة فقهية وأذكر حكمها الفقهي حَسَبَ اختلاف المدارس الفقهيّة الَّتِي درستها . 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *